«رفح» تجدد الاجتياح والنزوح القسري: المعاناة مستمرّة



أ ف نيوز - رفح

في مشهد يبرز مأساة النزوح والمعاناة، تعيش مدينة رفح جنوب قطاع غزة ظروفاً إنسانية مأساوية وسط تصعيد عسكري خطير واجتياح بري مفاجئ بدأ منذ ساعات الليل الأولى، ما أدى إلى موجة نزوح جديدة للعشرات، معظمهم من السكان الفلسطينيين والعديد منهم جراء القنابل الفلسطينية. حماس.


منذ اللحظة الأولى للهجوم، برزت صورة مرعبة لا يمكن للكلمات أن تعبر عنها بالكامل: هدير المدفعية، واعتقال سيارات الإسعاف، وتسلل المركبات العسكرية الإسرائيلية، ومنشورات الإخلاء التي تم توزيعها عند الفجر، وأصوات الانفجارات وصراخ النازحين الذين يتجولون في شوارع المدينة المحصنة بشدة. وقد خلق كل هذا مشهداً من الرعب التام، وفقاً لتقارير الصحافيين وشهود العيان.


أصدرت بلدية رفح بيانا عاجلا أكدت فيه أن الاحتلال يجبر آلاف العائلات على النزوح سيرا على الأقدام في نهار رمضان، دون مأوى أو حماية، وسط قصف متواصل ونقص حاد في الخيام والمستلزمات الأساسية.

وأشارت إلى أن موظفي البلدية من عمال نظافة وحراس أمن ومهندسين ظلوا محاصرين في حي تل السلطان، حيث كانوا يؤدون واجبهم الإنساني عند اندلاع الأحداث.


وفي مشهد صادم، شوهدت عائلات بأكملها، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، وهي تسير باتجاه خان يونس هرباً من جحيم القصف. حمل بعضهم أطفالهم على أكتافهم، بينما لم يتمكن آخرون من حمل أي من ممتلكاتهم، فتركوا كل شيء خلفهم في محاولة يائسة لإنقاذ حياتهم.


وبينما تتزايد نداءات الاستغاثة، لا تزال الفرق الطبية وفرق الحماية المدنية ممنوعة من الوصول إلى الجرحى، مما يهدد حياة المئات، وخاصة المحاصرين تحت أنقاض منازلهم أو في المناطق التي يصعب الوصول إليها.


وجهت بلدية رفح نداء عاجلا للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية مطالبة بالتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم وفتح ممرات آمنة لإخلاء المدنيين والجرحى ورفع الحصار عن قطاع غزة.


ما يحدث في رفح ليس مجرد تصعيد عسكري، بل كارثة إنسانية كارثية يدفع المدنيون ثمنها بدمائهم وسلامتهم وحياتهم اليومية. ومع استمرار القصف، فإن الأمل الوحيد يبقى في صحوة ضمير العالم الذي فقد الكثير من إنسانيته.